مزكيتام عاصمة التهميش

في مزكيتام تتشابه المأسي وتتراكم المشاكل وتبتدأ رحلة التظهور على نفس الطريق نحو المجهول,
ذالك الطريق الشبح الذي بات يأرق بال الساكنة ويحطم سيارات الأجرة ويشقي نفوس العابرين
هذه قنطرة أمسون ذالك الشريان الذي يربطنا بالعالم يتقطع كلما سقطت الأمطار يختنق حلقومها وتترك المياه حرة لتغمرها وتعبر من فوقها
ولا يجد العابرين حيلة إلا العبور بسيارتهم عائمين وهم يتلون الشهادتين وحين يصيلون إلى الضفة الأخرى ينطيقون الشهادة الثالثة قائلين (اللهم أشهدك أن هذا منكر)
وهذه شقيقتها في المحنة على الطرف الأخر هي قنطرة بوسواب التي جرفتها المياه وتوقفت عن الخدمة من سنين خلت,لطالما كانت محطة لوقوف العابرين رغم عنهم, ليس للتمنظرفي جمالها ولكن للنظر من مذى بشاعتها وبشاعة المسئولين
إذن هي حلقة مفقودة في التطور و الإزدهار المنشود فكيف نريد التقدم لمزكيتام وهو مكسور الأبواب
ولا تكتمل الرحلة على طريق مزكيتام حتى يعلمك درسين, درس في السياسة حيث تكتشف إلى ما آلت إليه الأوظاع من التهميش و الخراب وعدم اللامبالات
ودرس أخر في السياقة حيث الحفر تغزو الطريق وقناطر متهالكة تهدد حياة المارة
هذا هو طريقنا الذي يتأكل يوم بعد يوم كما يأكل البرص جلد المريض ,
ويستمر مسلسل التهميش فهذه مثلا هي دار الشباب أعزكم الله بعدما حفرت لها الجرافة مهداً في حضن الجبل بمزانية لا يعلمها إلى الله وتم إفراغ أطنان من الإسمنت المسلح على جدرانها وعدد لا يحسى من الأجور لكن هذه الأخيرة عجزت عن إستكمال شبابها بعدما إغتصبت في ريعان طفولتها لتبقى شاهدة على العصر الذي يحمل راية التهميش لا غير
إن التهميش في مزكيتام حدث ولا حرج هذه المرة تقودنا رحلتنا إلى أطراف الجماعة فهذا البناء كما يعتقد الكثير منا أنه مستودع للجماعة لكن الحقيقة غير ذالك,هذه محكمتنا الموقرة ,المحكمة الإبتدائية بمزكيتام,بعدما تم عقد أول جلساتها بحضور القضاة و المحامون وأخيراً تم النطق بالحكم وحكمت المحكمة على نفسها بالإغلاق مدى الحياة لتصبح مستودع لمخلفات الجماعة إلى ما شاء الله
ومن الجماعة نتجه جنوباً حيث يبدو لنا هذا البناء الذي يشبه كثيراً مرقد ولي صالح , لكن هذا ليس ولي وليس صالح وفساده أكثر من صلحه
إنه مسلخ مزكيتام أو المذبح أو الكرنة أو الباطوار سميه كما شئت, لكن هنا سنختارالإسم الأخير (الباطوار) كما هو متداول عندنا
وهذه الكلمة تشبه كثيراً كلمة(laboratoire),التي تعني المختبر وهو كذالك لكن هذا مختص في صناعة المكروبات وكل أنواع الأوبئة وتصريفها نحو الواد لتأخذ الطريق نحو تلويث المياه الجوفية
أما الإسم الأول (مسلخ) يشبه كثيراً قريبه فعل(موسخ) وهو كذالك متسخ إلى أقصى حد
..........................................................
هنا من أعلى التلة من للا شافية تبدو مزكيتام شاحبة الوجه بعدما ضاقت من حاضرها وخافت كثيراً من مستقبلها وهربت إلى ماضيها تتعزى به
تبدو خاوية على عروشها بعدما صدرت أبنائها لمدن الشرق والشمال ورمت بالأ خرين وراء البحار على خرائط أوروبا من جبل طارق حتى أثينا
والكثير يتسائل كيف ولماذا ومتى ...وماذا جرى
هل دعوة نوح لحقت بنا حين قال(ياربي لا تذر على الأرض ديارا)
تتوالى الإنتخبات وتتكرر نفس الوعود الزائفة ونفس الشعارات المنافقة ونفس الوجوه
لكن المزكيتاميين إكتشفوا أنهم كاذيبون فلقد وعدهم أسلافهم بالإصلاح ولم يكونوا من المصلحين
وجائت الإنتخبات لكن المزكيتاميين كانوا من غير المصوتين
فهل المسئولين إستوعبوا الدرس وفهموا ما يريده المزكيتاميين
وفي الأخير ما عساي أن أقول إلا كما يقول السيد عبد الله توشة (أرْجى ذي ربي)